بين ‏(مريول)‏ معالي النائب و ‏( كيبورد )‏ أختي !!‎

لستُ مَغرۈراً آبداً ..
ۈﻟﮘﻧﻧيْ آثِقُ بأﻧﻧيْ ﻧعمّہ ..
ۈهِبتَ ﻟﮘل مَنْ ۈجدتُ ..
... ┃ ﻓيْ حيَآتِہٌ :$

ـٵألڪْـــۉۉٍטּ مـٍטּ دۉۉٍטּــي مـٍششـڪْڸڸًه

السلام عليكم ..

أهلا بكم .. وبمعالي

النائب .. أو النائبة .

المهم .. أثارني قبل مدة خبر ذاع صيته وانتشر ..
في الصحف وفي الشبكة العنكبوتية ..
وهو باختصار :

- النائبة الفايز تجري استفتاء لطالبات الثانوية حول الزي المدرسي وهل يفضلن تغييره إلى قطعتين أم يظل على وضعه !

وحول هذا الخبر الذي عجزت أن استسيغه البتة !
ولا أظنه يخرج من مسؤول أو مسؤولة بمثل هذا المنصب ..
وعجبي لا يكاد ينقضي من استفتاء كهذا ..!!

ولو كان قائله من خارج التعليم ولا يعلم عن أحوال التعليم شيئا ولا يعرف مآسيه ..
لربما نأخذ ونعطي معه ..!
لكن يصدر من الهرم فهذه قاصمة الظهر .. !

يا معالي النائب ..
خلينا نتلكم على بلاطة .. فأنتي بمقام الوالدة ..
وأسأل الله لكي التوفيق والسداد ..

هل انتهت كل المشاكل .. ؟
واكتملت كل النواقص .. و سدت بما تحتاج ..
ومواضع الخلل أصلحت ..
ومابقي إلا المريول !

يا معالي النائب ..
فصول تتكدس بالفتيات ..
ومبانٍ مستأجرة تكاد تخر على من فيها ..
وأدوات قديمة تالفة ..
ومعامل إن وجدت .. في حالة يرثى لها ..
أجواء غير صالحة للدراسة .. ومقاصف بالية تبيع البلاء والداء ..
وساحات قبيحة ودورات مقرفة ..

أتعجب وأحتار فعلا ً ..
- هل انتهت كل الأمور الأساسية والمهمة ؟
حتى نفكر بما بعدها من الكماليات .. !

أتساءل بجد .. هل الوزارة .. غائبة أم مغيبة ..
إن كانت غائبة فهذا نقص وخلل ..
وإن كانت مغيبة فهذه خيانة ..

أسئلة بريئة :

- هل زرتم يوما ً مدرسة من تلك ( السياحية ) وهي الأغلب ..
أم الزيارات تكون للمدارس النموذجية والتي لا تشكل 1 % بل أقل بكثير ..

- هل دخلتم فصلا من الفصول المزدحمة وحاولتم الجلوس فيه ولو لــ ربع ساعة !

- هل جربتم يوما ً أن تشاهدوا أوضاع (دورات المياه ) والتي لاتناسب الحيوانات ..

الجواب .. أن كل هذا لا يخفى عليكم بالتأكيد ..
لكن وش نقول !!

نعود للجزء الثاني من موضوع المقال ..
ولعلي أسوق لمعاليه هذه المأساة الحقيقية ..
والتي وقفت عليها بنفسي .. كيف لا وهي أختي :

ففي إحدى مدارس البنات المتوسطة وفي الصف الأول بالتحديد ,
حيث قررت عليهم مؤخراً عليهم مادة الحاسب الآلي ..
في تلك المدرسة تتدرب الفتيات بطريقة عجيبة جدا ً لا أتصور أن اليابانيين قد توصلوا إليها ..!
وهي أنهن إذا جاءت الحصة المخصصة في الجدول الدراسي لمادة الحاسب ..
يقمن بفتح الحقيبة أو ربما غيرها .. فيخرجن لوحة مفاتيح ( كيبورد )
ويضعن لوحة المفاتيح هذه على الطاولة ويبدأن بــ ( الطقطقة ) والتدريب عليها ..
أرجو أن تتصورا جيدا ً ..
طبعا ً بدون أي شيء آخر .. ركزوا معي زين .. فقط لوحة مفاتيح ..!
والعذر عدم وجود معمل للحاسب .. وهو بلا شك عذر للمعلمة وليس للوزارة.
لمن لم يفهم أو يستوعب :
يعني : لا كهرباء لا شاشة ولا كمبيوتر ..
فقط ( كيبورد ) ويله عاد أنت وقوة خياك ! طقطق وافتح فمك ..

- بأي عالم هذا .. !
- وبأي ضمير .. !
- وبأي دولة ..!

والسؤال :
- أين ( المريول ) من هذه المأساة !!
- أين الوزارة الموقرة ؟!

أنا أتصور لو ( طرزان ) أو ( ماوكلي ) بيتعلم الطباعة فلن يرضى بهذه الطريقة ..
وأظن ظناً جازماً أن الفتيات في بنقلاديش ونيجيريا وساحل العاج يتعلمن بطريقة أفضل من هذه بكثير !

والختام : هذه مأساة بالفعل ..
فلو كان في صدور أولئك القائمين على الوزارة (قلوب) تنبض .. لتحركوا وعالجوا أوضاع المدارس ..
للبنين والبنات .. فهي بحاجة لحملات إسعافية .. ومشاريع ( إنقاذ ) .
وإلا فهل يعقل أن مدرسة بنين ثانوية ليس فيها معمل علوم !
ولا معمل حاسب .. ولا غرفة مصادر ! ولا مكتبة !
هذه حقيقة .. هنا .. ليست في السنغال ولا جيبوتي ..
وفي أكثر من مدرسة .. ! وفي أكثر من مدينة ..

تحذير .. أرجو أن لا يأتي أحد فيقول .. المدارس كثيرة وإصلاح الجميع صعب وأمر يطول و نحن نسعى لذلك .. والوزارة جادة في حل المشاكل .. وسوف تنقل جميع المدارس إلى مبانٍ مستأجرة .. إلخ ..

أقول : مثل هذا الكلام عيب !
- المال ولله الحمد موجود .. وميزانية التعليم ضخمة .. وأظنها تفيض .. وربما تعود ..
ولذا فالأمانة أعظم والحساب أشد .. لأنه لا عذر سوى الإهمال .. ثم الإهمال ..
وكم نسمع عن زيارات .. لمعاليه .. و استضافات .. ولقاءات .. ومؤتمرات .. و وعود ..
ومشاريع تكلف ملايين ..
ومع ذلك : ابحث عن الأثر الملموس .. لا تجد !
حاول أن تجد ثمرة على الواقع .. لا تجد !
ابحث عن تغيير إيجابي حقيقي ملموس .. لا تجد !

وقفة مؤلمة وعجيبة :
تأملوا في الصورة ..

اليابانيون : يحولون ملاعب كرة السلة إلي صفوف دراسية لاستدراك ما فاتهم أثناء الزلزال والتسونامي .. شعب عظيم يا اليابان .
والذي يظهر أن فصولهم في (النكبة) أفضل من فصولنا في الرخاء والعز والخير ..

الحديث يطول .. والكلام ذو شجون ..
وكلما توقفت .. وأردت أن أختم أتذكر مأساة في تعليمنا .. ومصيبة بل مصائب في حال المدارس ..
وكأني بها تئن .. وتبكي .. ولا مجيب ..
تصرخ وتستغيث .. ولا مغيث ..!

همسة أخيرة ..
الطلاب والطالبات أمانة .. ومصلحتهم في أيديكم .. وقد يسر الله عليكم ..
وبمقدوركم أن تقدموا ماينفعهم حقيقة ويعود عليهم بالفائدة ..
والأمر تكليف وليس تشريف .. وفيه سؤال وحساب ..
فلنراجع الوضع قليلا ً .. ولنعيد التفكير .. فالأساس يكاد يسقط ..!
ونحن نفكر في كماليات ..!
والسلام عليكم ..